إذا لم تشتك فهذا يعني أن كل شيء على ما يرام

مَنْ منا لا يخطأ؟؟!!!
لأن الخطأ طبيعة في البشر، ولا عصمة إلا للأنبياء ؛ كان الخطأ لازماً لحياة النقص التي يعيشها الناس.
لكن المصيبة أننا نقع في أخطاء أحياناً ولا ندري أننا قد أخطأنا أو أننا فعلنا أمراً لا ينبغي لنا فعله وهنا نقع في المثل القائل :
“إن كنت تدري فتلك مصيبة، وإن كنت لا تدري فالمصيبة أعظم”.
ولاختلاف الثقافات والأفكار فإنَّ نظرتي للخطأ أحياناً تتغير عن نظرتك أنت إليه ، فما أراه أنا لا بأس فيه قد يكون بالنسبة إليك خطأ فاحش والعكس صحيح.
ومعظم المشاكل في العلاقات الاجتماعية بين المعارف والأصدقاء والأقرباء أو حتى بين الزوجين تقوم على افتراض أن الطرف المخطئ حين يرتكب الخطأ:
1- يعلم أن الأمر خطأ بالنسبة لكلينا.
2- قصد أن يفعل ذلك.
3- يعلم أن هذا الأمر يزعجني.
وهنا أحب أن أذكر لكم قصة حضرتها وهي أنه في إحدى المرات تذمرت إحدى المدرسات في المدرسة التي أعمل فيها من إحدى المشاكل التقنية في الانترنت وذكرت لمسؤول التقنيات في المدرسة أننا دائماً ما نعاني من هذه المشكلة فقال لها:
Did you tell anyone about this?
هل أخبرت أحداً من قسم التقنيات عن مشكلتك؟
فقالت : لا
فقال لها:
If you did not complain, that means everything is okay.
إذا لم تشتك فهذا يعني أن كل شيء على ما يرام.
فهذه قاعدة ذهبية في العمل والعلاقات الاجتماعية:
“لا تتوقع من الآخرين أن يحلّوا لك مشكلة، ما لم تخبرهم بها”.

“إذا لم تشتك فهذا يعني أن كل شيء على ما يرام”.
لأن الخلق لا يعلمون الغيب ، فإذا أخطأتُ في حقك فتعال إلي وقل لي : أنت فعلت كذا وكذا ..
ربما لم أنتبه لنفسي أو تصرفاتي.
ربما لم أدرك أنّ ما فعلته كان خطأ.
وأخيراً لم أعرف أنك تضايقت ووجدت عليّ في نفسك من هذا التصرف .
فإذا أخطأ أحدهم في حقك فسأل نفسك ثلاث أسئلة قبل أن تكبر المشكلة وتعتب عليه.

السؤال الأول
1- هل الطرف الآخر يعتقد أن هذا الأمر خطأ في نظره، أم أن ذلك لا بأس به في ثقافته؟.
السؤال الثاني :
2- هل فعل ذلك ويعلم أنه خطأ بالنسبة لك؟.
السؤال الثالث :
3- هل يعلم الطرف المخطئ أنك وجدت فيه نفسك من هذا التصرف الخاطئ؟
ثم اذهب إليه وأخبره بما فعل واستفسر عن سبب تصرفه .
وإلا فلا تنتظر أن يأتي إليك ليعتذر إذا لم تقل له أنه أخطأ.


أضف تعليق