حكم الاحتفال بيوم ميلاد أحد الأشخاص

::::حكم الاحتفال بيوم ميلاد الأشخاص أو يوم الزواج::::

بداية وضعت في العنوان “يوم ميلاد” بدلاً من “عيد ميلاد”
لأن البعض يتحسس من الكلمات وإن كان المحتوى واحد .

كثيراً ما تناقشت حول هذا الموضوع
وإن الباحث عنه على الشبكة العنكبوتية سيجد نفسه بين ثلاثة مدارس :

المدرسة الأولى : علماء الحجاز يقولون : إنه حرام وتشبه بالكفار وبدعة وضلالة.
المدرسة الثانية : علماء الأزهر وبعض علماء الشام يقولون : إنه ليس بحرام بل مباح .
المدرسة الثالثة : وبعض العلماء يلف ويدور حول الإجابة ويذهب إلى الجانب الوعظي وأن على الإنسان أن يتفكر ويحاسب نفسه في هذا اليوم ..
:::
السؤال الأهم: هل أعتبر  كشخص احتفلتُ بيوم ميلادي  آثماً عند الله أم لا ؟
::::
المسألة بالتفصيل :
بداية نسأل أنفسنا السؤال التالي :
هل الاحتفال بيوم الميلاد من الأمور الدينية أم من الأمور الدنيوية ؟
بمعنى : هل هذا الشخص الذي يقيم الاحتفال..
هل يفعله لأنه سنة ؟ أو كي يأخذ الثواب عليه ؟ أو عبادة ؟
فإن كان الجواب : نعم
فإن الاحتفال هنا يدخل تحت الحديث الصحيح المشهور :

“وكل بدعة ضلالة وكل وضلالة في النار ” والعديد من النصوص الأخرى. وهذا يعني التحريم
:::
وأما إن كان الجواب : أن هذا الاحتفال دنيوي لا علاقة له بالدين.
بل إنه يقيم هذا الاحتفال لكي يجمع الأحباب والأصحاب ويطعم الطعام ويحصل على الهدايا ..
والذي يأتي يأتي تلبية للدعوة ورغبة في لذائذ الطعام وإدخال السرور على قلب صاحبه
فإن الاحتفال هنا يكون مباحاً بشرط ألا يحوي الاحتفال طعاماً محرماً أو شراباً مسكراً أو اختلاطاً ماجناً بين الرجال والنساء.

بل لعله يكون فيه الأجر لأن الذي يأتي يلبي الدعوة وهذا أمر واجب وصاحب الدعوة يطعم الطعام وهذا داخل تحت قول النبي صلى الله عليه وسلم : (وأطعموا الطعام).

بقيت مسألة أخرى يثيرها المحرمون أن في هذا تشبه بالكفار.
الجواب : أن التشبه بالكفار يكون فيما هو شعار لهم ويختص بهم كالطاقية الصغيرة التي يضعها اليهود والزنار الذي يضعه النصارى وما شابه ذلك.
وأما الاحتفال بيوم ميلاد الأشخاص أو الزواج فليس خاصاً لا باليهود ولا النصارى ولا المجوس ولا أي أمة من الأمم بل من العادات التي جرت منهم إلينا.

وقد أتى زمن حرم فيه بعض العلماء ربطة العنق “الكرافة” تحت دعوى عدم التشبه بالكفار وأما اليوم فإنك لاتجد لها محرماً إلا الشيعة .
وبعضهم حرم البنطال ثم أباحوه ولا يزال البعض يحرم الجينز …

والدليل الأخير على الإباحة أن هذه الاحتفالات ليست عيداً عاماً للأمة جميعها .
فلسنا نضيف عيداً جديداً غير الفطر والأضحى للأمة لأن هذا ليس عيداً عاماً لجميع المسلمين بل هو اجتماع  بين أفراد يفرحون بما أحل الله لا أكثر ، وأما الاحتفال برأس السنة الميلادية فنعم إنه لا يجوز الاحتفال فيه ، لأنه شعار للذين يقولون إن الله ثالث ثلاثة .

ثم ما الفرق بين من يفرح بنجاح دراسة، أو ربح مال، أو قدوم غائب، أو ولادة امرأة وبين شخص يجد في يوم مولده مكسباً عظيماً للبشرية.

ولنتذكر : أنّ الذي يقول عن شيء أنه حرام فإنه هو من يحتاج أن يأتي بالدليل على التحريم.
وأنّ الذي يقول عن شيء أنه مباح فإنه لا يحتاج إلى دليل
لأن القاعدة الأصولية الفقهية تقول :
الأصل في الأشياء الإباحة ما لم يرد دليل على التحريم .
وأن الأصل في العبادات التحريم ما لم يرد نص على التشريع.


أضف تعليق